وزير الأشغال يرعى انطلاق فعاليات مؤتمر الهندسة الكيميائية الأردني الدولي العاشر
أبو السمن: الحكومة ملتزمة برفع كفاءة المهندسين والمؤسسات الهندسية العلمية والمهنية بمختلف المجالات الهندسية.
نقيب المهندسين: علينا أن نتمتع بالحكمة ونوازن بين قناعاتنا بالشهادة والدفاع عن الأمن والاستقرار الوطني الأردني.
سمارة يدعو الحكومة لإعادة تفعيل خدمة العلم وإعادة النظر بالملاجئ التي تم الغاؤها من نظام الأبنية.
21 تشرين أول 2024
مندوبا عن رئيس الوزراء، رعى وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس ماهر أبو السمن، انطلاقة فعاليات مؤتمر الهندسة الكيميائية الأردني الدولي العاشر، الذي أقامته شعبة الهندسة الكيميائية بنقابة المهندسين الأردنيين، اليوم الإثنين في عمان، ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
وقال الوزير أبو السمن، أن انعقاد المؤتمر ينطوي على أهمية كبرى في ضوء تطورات علم الهندسة الكيميائية، والتحديات التي تواجهها، خصوصا بعد ما شهدناه خلال فترة جائحة كورونا التي ضاعفت من التحديات في توفير السلع، وفتحت الأعين من جديد على أهمية أمن السلع والخدمات وتوطينها وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية، إضافة إلى تعاظم المنافسة في الأسواق العالمية مما يحتم على الصناعيين الأردنيين خصوصا في الصناعات الكيماوية اللجوء للكفاءات الوطنية وتفعيل آليات البحث العلمي والتكنولوجي لمواكبة التحديات و التطورات.
وأشار إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي تضمنت محرك الصناعات عالية القيمة، كأحد محركاتها الرئيسية، والذي يهدف إلى تطوير الأردن ليكون مركزا للصناعة في المنطقة، من خلال رفد الصادرات سريعة النمو بالمنتجات المتميزة وذات القيمة العالية، إضافة إلى وضع الاستراتيجيات وتنفيذ الخطط والبرامج وانفاذ التشريعات التي تسهم في تكريس النهج المؤسسي التشاركي بين القطاعين العام والخاص.
ولفت الوزير ابو السمن الى اهتمام الحكومة برفع الكفاءة العلمية والمهنية لأداء المهندسين والمؤسسات الهندسية بمختلف المجالات الهندسية، من خلال العمل المشترك والبناء الذي يجمع الباحثين والأكاديميين والمهندسين في مجال العمليات الكيميائية من الاردن مع مختلف الجهات والمنظمات الدولية في الدول الشقيقة والصديقة.
من جانبه، أكد نقيب المهندسين الأردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي، أن شعبة الهندسة الكيميائية لطالما تتميز بالانتشار والتوسع بالأوراق البحثية والتشبيك مع المؤسسات الوطنية والعربية والاجنبية، مشيدا بالجهود التي بذلتها الشعبة ولجنة جائزة أفضل منتج اردني في قطاع الصناعات الكيميائية والبلاستيكية على مدار اعوام.
وتطرّق المهندس سمارة إلى حرب الإبادة الجماعية التي يشهدها قطاع غزة، قائلا إن مشاهد الدماء والدمار في قطاع غزة جراء حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها جيش الاحتلال على القطاع في ظلّ صمت وتواطؤ دولي، تشير الى أن حياة الانسان الفلسطيني واللبناني والعربي حياة رخيصة بالنسبة للعالم، فلم تستطع قوة وقف هذا الوحش عن جرائمه، كما لم تنجح كلّ المنظمات الأممية ومؤسسات المجتمع المدني بمنح الفلسطيني حقوقه، الأمر الذي لم يُبقِ أمام الشعب الفلسطيني سبيلا إلا المقاومة لاستعادة أرضه، مجددا التأكيد على الوقوف مع المقاومة مهما كلّف الثمن.
وأكد المهندس سمارة أن عملية طوفان الأقصى التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023 تستحقّ كلّ الأثمان التي دُفعت من أجلها، فلن يهنأ للأمة العربية والشعب الفلسطيني بال إلا بالتحرير وإنهاء الاحتلال، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني ومقاومته قدّموا القادة قبل الشباب في سبيل التحرير.
وأشاد المهندس سمارة بالجهود الرسمية والشعبية الأردنية التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين وكافة المؤسسات والنقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة وجمعية رجال الاعمال والعشائر الاردنية والمنظمات والاندية، التي بذلت جهودا عظيمة وعلى تواصل مستمر مع الاشقاء في قطاع غزة والاطلاع أولا بأول على كافة التقارير التي يتم تقديمها من قبلهم، وانجاز ما يمكن فعله.
واستعرض نقيب المهندسين جملة الانجازات التي حققتها اللجنة العليا للاعمار في فلسطين، من حملات تبرعات الى اصلاح خطوط مياه وترميم افران وابار وتوريد محطات تحلية وترميم مستشفيات وامدادها بالحاجات الطارئة، إضافة إلى حملات الغذاء والاضاحي التي عملت النقابة على اطلاقها.
وعلى الصعيد الوطني، قال المهندس سمارة إن الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا جاءت مرضية وايجابية وفتحت الافاق لمرحلة جديدة من عمر الدولة في المئوية الجديدة، كما عززت حالة التفاؤل بتحديث المنظومة السياسية والاقتصادية والإدارية، وذلك رغم وجود بعض الملاحظات على خطة التحديث الإداري وتحديدا فيما يتعلق بضرورة تحديث منظومة الادارة المحلية، مؤكدا أن المنظومة السياسية لا تكتمل دون النظر في الادارة المحلية وتعديل قوانين الانتخاب في الادارة المحلية واللامركزية.
وأشار سمارة إلى أجواء التفاؤل بانفتاح الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور جعفر حسان على النقابات وتفاعلها مع الميدان.
وتطرق نقيب المهندسين إلى العمليات التي نفّذها أردنيون ضد جنود الاحتلال، قائلا إننا جميعا في هذا الوطن مشاريع شهداء وندعم المقاومة والتحرير، ولكن علينا ان نتمتع بالحكمة ونوازن بين قناعاتنا بالشهادة والتضحية وبين الحرص على أمن واستقرار الأردن، داعيا الحكومة لإعادة تفعيل خدمة العلم وإعادة العمل بالملاجئ التي تم الغاؤها من نظام الابنية.
وفيما يتعلق بالأنباء التي جرى تداولها عن قيام وزارة الصحة بتوقيع اتفاقية للتحول الرقمي مع احدى الشركات المرتبطة بالكيان الصهيوني، طالب سمارة وزارة الصحة والمركز الوطني للأمن السيبراني بتقديم توضيحات مقنعة والتنبّه إلى عدم رهن أمننا المعلوماتي للعدوّ الصهيوني، وذلك نظرا لما يشّكله الأمر من خطورة على الأمن الوطني الأردني.
ومن جانبه، قال عضو مجلس النقابة رئيس شعبة الهندسة الكيميائية المهندس محمد المحاميد، ان المؤتمر يعقد على مدار ثلاثة ايام ويناقش 12 عنوانا على ساحة الهندسة الكيميائية وتكاملاتها العملياتية، حيث سيتم العمل على تحليلها ودراسة اخر مستجداتها مع نخبة من الخبراء والمختصين حول العالم للسير باجتهاد نحو الهدف الأسمى لمهنة الهندسة تنمية الانسان وحضارته وحضوره في بيئته.
ولفت انه عند الحديث عن القطاعات المرتبطة بالهندسة الكيميائية كقطاع البيئة والمياه والطاقة وما يعانيه الاردن ومن شح للمياه وفرص عالية لاستخدام الطاقة البديلة والمشكلات البيئية التي فرضها علينا النمو السكاني المفاجئ نتيجة للأحداث في المنطقة، فإنه يتوجب علينا تمكين الخبرات الوطنية في مجالات تحلية المياه لنتوافق مع المشروع الوطني لتحلية مياه البحر الاحمر ونقلها لمحافظات المملكة لسد العجز المائي ضمن مشروع الناطق الناقل الوطني والتركيز على تمكين الخبرات في مجالات الطاقة البديلة وطاقة الهيدروجين لمواكبة التطور العالمي المتسارع في هذه المجالات.
وقال ان شعبة الهندسة الكيميائية تسعى دائما لتأمين كافة الفرص لرفع المهندس الكيميائي وتأكيد حضوره واهميته التي غابت عن بعض اصحاب القرار وتتبع كل نقطة قوة وضعف على حد سواء يمكن ان نرسم منها مستقبل أحد اكثر الاختصاصات دقة وسرعة في التطور.
بدوره، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور زكريا القضاة، ان المؤتمر يهدف الى دعم البحث العلمي في الاردن وزيادة فرص التعاون بين المؤسسات الاكاديمية والصناعية المرتبطة بالصناعات الكيميائية على وجه الخصوص، كما يهدف الى رفع المستوى العلمي والعملي للمهندسين من خلال متابعة فعالياته والمشاركة في مناقشة ابحاثه المتعلقة بمختلف علوم الهندسة الكيميائية وتطبيقاتها، مبينا ان المؤتمر يساعد على تعميق دور النقابة في رفع كفاءة المهندسين وتطوير مهاراتهم التي تزيد من قدراتهم على ايجاد فرص العمل المناسبة في السوق المحلي والإقليمي والدولي على حد سواء.
واشار الى انه وادراكا من اللجنة التحضيرية للمؤتمر لأهمية رفع مستواه، فقد بدأت ومنذ اربع سنوات باتخاذ الاجراءات اللازمة لتصنيف هذا المؤتمر من قبل مؤسسة التصنيف العالمية سكوباس التابعة لدار النشر العالمية إلسيفير وتم التواصل مع تلك المؤسسة لمعرفة شروطها، حيث ستتم مراجعة اجراءات واوراق المؤتمر بعد انتهائه من قبل المؤسسة على امل ادخاله في التصنيف المذكور وهذا سيجعله المؤتمر المصنف الوحيد في المنطقة في مجال الهندسة الكيميائية وسيزيد حجم المشاركة العالمية والعربية والمحلية فيه.
واعلن على هامش المؤتمر، اسماء الفائزين بجائزة افضل منتج اردني في قطاع الصناعات الكيميائية والبلاستيكية، حيث أكدت رئيس لجنة الجائزة المهندسة اقبال النسور، ان الجائزة تأتي انطلاقا من اهداف نقابة المهندسين في رعاية الاعمال الهندسية وخاصة ذات السمة الابداعية التي تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للوطن، وتعزيز النمو الاخضر، مبينة ان هذه الجائزة ستكون محفزا للصناعات الاردنية على تطوير منتجاتها لتصبح منتجات مميزة ومنافسة في السوق المحلي والعالمي بما ينعكس ايجابا على دورها في دعم الاقتصاد الاردني.
وقال المهندس احمد البس ممثل قطاع الصناعات الكيميائية ومستحضرات التجميل في غرفة صناعة الاردن، إن صناعة الاردن تحقق قرابة ال50% من الناتج القومي و95% من صادرات الاردن، مبينا أن قطاع الصناعة يشغل 270 الف عامل، وأن رؤية التحديث الاقتصادي لعام 2033 تسعى لتشغيل 500 الف عامل.
وبين أن القطاع الكيماوي له 40% من حجم الاستثمار المحلي وفي حال تم استثماره بشكل جيد فإنه سيحقق زيادة الصادرات من 11 الى 28 مليار وذلك من خلال ربط البحث العلمي مع الصناعة وهو ما ينعكس ايجابا على القيمة المضافة.